عوامل الخطورة تتزايد مع الإصابة بالضغط والسكر
ضحية كل 6 ثوان في العالم بسبب دخان السيجارة
كل 6 ثوان يموت شخص في العالم بسبب التدخين، والحصيلة تفوق 13 ألف يوميا و 5 ملايين سنويا، ترتفع إلى 7 ملايين عام 2020، بما يفوق ضحايا الهيروين والكوكايين وإدمان الكحوليات وحوادث السيارات والإيدز والحرائق والانتحار والقتل مجتمعة!.. كل ذلك بسبب وهم اللذة القاتلة في دخان السيجارة..
ومصر يرتفع فيها مؤشر الخطر ، إلى الحد الذي يستدعي إعلان حالة طوارئ طبية وبمشاركة مجتمعية لتأكيد الرفض الاجتماعي لهذه العادة "الإدمانية"، وإصرار على تنفيذ القوانين التي كان لنا الريادة في إصدارها منذ عام 81، لكننا نحتل عن جدارة المركز الأخير في تنفيذها، واليوم لابد أن تصل رسالة لكل مدخن بأن الأماكن المغلقة لم تعد ملاذا آمنا للتدخين، رأفة بصدور شباب ونساء وشيوخ ومن قبلهم أطفال مصر، فمن يقعون أسرى السيجارة يبلغون في مصر حوالي 13 مليون مدخن، منهم 500 ألف تحت عمر 15 سنة و73 ألفا تحت عمر 10 سنوات، وما لا يقل عن 3 ملايين يدخنون الشيشة!!
يضاف إلى هذه الإحصاءات التي يذكرنا بها الدكتور/ طارق صفوت، أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس ورئيس الجمعية العلمية المصرية للشعب الهوائية أن حجم استهلاكنا 80 مليار سيجارة سنويا، بمعدل 4 مليارات علبة سجاير سنويا، ويتجاوز حجم الإنفاق القومي سنويا على التدخين نحو 7 مليارات جنية سنويا، أي أنه يمتص حوالي 22% من دخل المدخن شهريا، وما يعادل 5% من دخل الأسرة المصرية، في حين أن ميزانيتها للعلاج لا تتجاوز 2% و1.5% للترفيه!، ويقدر المبلغ المنصرف لعلاج الأمراض المتعلقة بالتدخين أكثر من 3 مليارات جنية سنويا، كما تزداد نسبة المتغيبين عن العمل بين المدخنين أكبر بنسبة 50% عن غير المدخنين.
ولإيقاظ من لا يمتلكون إرادة التوقف عن التدخين، يحذر الدكتور/ طارق صفوت من أن التدخين يؤدي إلى فقدان القدرة على التنفس الطبيعي والإصابة بمرض الانسداد الشعبي المزمن وترسب الدخان الأسود وتزيد هذه البقع الدخانية من احتمال الإصابة بالسرطان في الشعب الهوائية، ويؤدي التدخين إلى زيادة احتمال الإصابة بمرض السل الرئوي، كما يتسبب الدخان في زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرئتين، والقلب يزداد عمله بمقدار خمس عشرة ضربة لدى تدخين سيجارة واحدة، وثبت بالتجربة أن تدخين 20 سيجارة يتعب القلب بمقدار ما يرهقه ركوب دراجة عادية لمدة 10 ساعات متواصلة، والتدخين يرفع احتمال الموت المفاجئ 3 أضعاف، فلا تكاد تمر دقيقة واحدة، إلا ويصاب في أمريكا 3 أشخاص بجلطة في القلب، واحد من هؤلاء يلقي حتفه قبل أن يصل إلى المستشفي لتناول العلاج، أما التدخين بين الحوامل فيؤدي إلي زيادة احتمالات الإجهاض أو ولادة أطفال متوفين بنسبة 28% مقارنة بغير المدخنات، وزيادة احتمالات حدوث تشوهات للجنين، وولادة أطفال أضعف بنية وأقل ذكاء، كما أظهرت الدراسات أن اللاتي يدخن بشراهة تصل إلى 20 سيجارة أو أكثر في اليوم يواجهن صعوبة أكثر في حدوث الحمل.
ولسنا بحاجة إلي مزيد من التأكيد بأن دخان السيجارة به 4 آلاف مادة سامة، منها علي الأقل 50 مادة مسرطنة، وكلها يستنشقها من يتعرض سلبيا للتدخين، حيث تتزايد حاليا في مصر حالات الإصابة بأمراض الرئة حتى السرطان بين أشخاص لم يدخنوا أبدا، لكنهم يتعرضون يوميا لدخان السيجارة من محيط الأسرة أو العمل، كما أن تدخين حجر شيشة واحد يعادل 20 سيجارة!.
ودعت الدكتورة/ مديحة خطاب أستاذ الأمراض الباطنة بقصر العيني ورئيس لجنة الصحة بأمانة السياسات إلى تنظيم حملة لمكافحة التدخين في مصر على غرار الحملات الناجحة التي نفذتها وزارة الصحة بالقضاء على شلل الأطفال، والبلهارسيا، وأن عوامل خطورة التدخين تزداد في مصر مع ارتفاع معدلات الإصابة بالضغط إلى 25% بين المصريين، بما يعادل 18 مليونا، كما يعاني 11% من المصريين من مرض السكر.