لست أنت
توأم أنت لمن كنت بالأمس أهواها
وسرت في دربك الطويل متلمسا لذكراها
وظننتك بوجه الشبه ستعوضينني حناياها
والتمست فيك السلوى لعلني قد أنساها
واسترجعت معك ذكريات ما كان أحلاها
وارتسمت في لقاك ما كان يشدني في لقاءاها
فما وجدت فيك ما كان يرتسم بسجاياها
وعاد حنيني إليها ولحلو عطاياها
ما أنت التي مثلها ولن أحب سواها
عـاودتهـا
عاودتها بعد طول غياب .. وكم شغفت لرؤياها
وإن أشهدت الزمان ذاكراً .. كم كنت ملبياً لنداها
وطالعتني مثلما عودتني .. ببسمة بين ثناياها
وأرهفت السمع لآهات قلب .. كان لها في قلبي صداها
وما دريت بما كانت عليه .. من أنين صامت بين جنباها
واستمعت لما تشكو منه .. بين صمت وهمس وما أضناها
ودعوت لها الرحمن .. مخففاً بما أسقاها
ألم تك تلك التي كانت توزع .. على الرعايا حناياها
وناشدتها صبراً واحتمالاً لشفاء آت بين عشية وضحاها
وغادرتها وقلبي يتهدج .. بالحزن والألم يعتصر
وعدت لدنياي وحيداً .. وبواعث أمل كادت تندثر
وارتعدت من كم هواجس .. ألمت بقلبي المحتضر
ودعوت لها الرحمن .. بعمر طويل لا ينحسر
وسجدت لله خاشعاً .. رب أدع الشفاء أن ينتصر
فإلى من ألجأ إليه راجياً .. وأنت العزيز المقتدر
يا رب لا تضن عليها .. بنعمة الشفاء المنتظر
وأعد إلينا الحبيب معافياً .. وكفى بالكأس أن ينكسر
دعينـي
دعيني أهفو في الفضاء طليقاً .. فما زال قلبي أسير هواك
دعيني أرنو في الطريق وحيداً .. فما عاد في دنياي سواك
دعيني أطفئ ظمأي شراباً .. من كأس خمر مذاقه محياك
دعيني أبحث عن حبيب يؤانسني .. بعدما ضاعت آمال لقاك
دعيني أهمس عن خوالج نفس .. ونبضت قلب يخفق بنجواك
دعيني أحطم أغلال قيودي .. لرب يوماً فيه ألقاك
دعيني .. دعيني
دعيني أبوح عن سر عذابي .. وأنا المأمور بضماد جراحك
دعيني أصرخ من أعماق فؤادي .. آه وآه من لوعة فراقك
دعيني أفرغ بالدموع مداد .. أكتبها حروفاً من بريق حياتك
دعيني .. دعيني .. دعيني
ا تـقـولـي
لا تقولي أما آن الأوان لي .. ببداية الرحيل
وكيف ترحلين عنا .. وما قضيت بيننا غير قليل
وهل يبقى لي من عمر .. وأنا بعدك العليل
وكيف يحيى ظمآن .. كان يرتشف من ماءك السلسبيل
وما جدوى الحياة ببعدك عنا .. وباندثار كل جميل
سنحيا سوياً لمدى العمر .. في ظلال شجر ونخيل
لنعبر معاً دروب الحياة .. فما عاد بيننا مستحيل
كم بعدنا وما أردناه فراقاً .. وما كان لنا من سبيل
شـؤون و شجـون
أنت يا من ترددين على المسامع .. أحلى الكلمات
وتبعثين في القلوب نشوة .. تذهب الآهات
وارتسمت من رحيق عطرك على شفتي البسمات
واستقيت من كأس هواك .. شذا القطرات
لا تقولي قد مضى عنا عهد الهوى .. انه قد مات
لا تقولي قد كبرنا .. وانقضى العمر وزمانه قد فات
فكيف تموت الأرض ونحن نبثر عليها من البذور حبات
وهل تذبل الزهور وأنت تروينها .. بندى الزفرات
عودي فما عدت أضيق فراقاً وأنيناً وحنيناً وآهات
عودي فالعود لك أحمد ومن الأنين مهرب لي ونجاة
مشتـاق
أنا يا حبيبي مشتاق إليك .. وقلبي لم يزل ملك يديك
وذكرياتي الحلوة تدور حواليك .. وثغري يرتسم عليه شفتيك
وعيناي متطلعة إلى عينيك .. تعالى يا حبيبي مد لي يديك
أنا يا حبيبي مشتاق إليك
هلا جئت يا حبيبي .. لتبعد عنى الأنين
ونسترجع ما كان بيننا .. من حب وحنين
ونعيد بالهوى نشوة .. لقلب واهن حزين
ونشدو للحب فما شدونا من قبل منذ سنين
وتعالى نلتقي واسري بسمعي حديث المحبين
فكم عرفت الحب وأسكنته قلب متعبد رزين
حبنا لنا وحدنا خاشع مستكين
ونحن في هواه نتغزل به آمنين
أنا يا حبيبي مشتاق إليك
أحقاً يا حبيبي غداً يوم موعدنا
وهل كان غير الغد يوماً فيه يسعدنا
نعم يا حبيبي .. فكم الفراق يؤرقنا
تعالى نلتقي بالحب فكم منه سهدنا
وكم بأعذب ألحانه عزفنا وشدونا
وكم يا حبيبي مالت رؤوسنا وضحكنا
وذهبنا مذهب الأحباب نمرح وما هدأنا
أنا يا حبيبي مشتاق إليك
ذهبت تبحث عن الحب فهل قد وجدته ؟
الحب يا حبيبي بمكامن النفس فهل نسيته ؟
وهل ضاقت بك الدنيا فسرت تبحث عمن فقدته
لا تكد باحثاً عنه .. فكم له لوعته
وكم أقسمت بالوفاء عهداً طالما حنثته
وصببت من كأس الهوى .. ساقياً ورشفته
ونسيت عهداً للحبيب قطعته طوعاً وخنته
سل قلبي المحب إن أجاب .. وكم منه سمعته
أما زلت تجاريه الهوى .. أم لغيره هجرته
أنا يا حبيبي مشتاق إليك
أخاف يوماً
أخاف يوماً تطوي فيه صفحتي وتنساني
وهل نسيت كم نهلت رشفات من نبع حناني
أما كنت دوماً شادياً مغرداً بأعذب ألحاني
وكم أغدقت عليك بما ملكته سالباً فيه وجداني
أما دريت كم من العمر .. كنت فيه تهواني
وما ظننت بك غدراً .. عن اللقاء تنهاني
بالأمس كنت بالحب تدللني .. واليوم جئت بالهجر تنعاني
وعيناك خبا منهما البريق فما عادا .. مثل الأمس تبهراني
بالأمس بحلو محياك كنت تؤسرني .. واليوم بوجهك العبوس تطالعني
وكم من أخطاء غفوت عنها راضياً .. واليوم للهفوات أصبحت تحاصرني
وكم كانت يداك على خاصرتي حانية .. واليوم رنت للهجر وأضحت تخاصمني
بالأمس صفحت عن كل غوائلي .. واليوم بشكوكك النكراء تعايرني
وكلماتك المعسولة قد خف رنينها .. واليوم بأهوج الكلمات رحت تسمعني
وهمساتك كنت أرنو منك صاغية .. واليوم بالصوت الجئور تفزعني
فمن غيرك أفضى إليه آمنة .. بنهج أفراحي وعمق أحزاني
ومن يسائلني إن بعدت عنك مرغمة .. حرام عليك أن تثير أشجاني
ومن يحمل الأعباء عني طواعية .. ويضمد جرح طالما أشقاني
فلا تدعني أكد باحثة عنك .. فكم الفراق آلمني وأضناني
وكيف تجرؤ اللفظ بقول .. صار زمانك غير زماني
أتصدقين
وأنت هل تصدقين .. أو بعد هذا الحب أنساك
أما تدرين بأني ما زلت أسير على هدى هواك
وإن نسيت فلا أنسى .. كم نعمت بحلو محياك
فإن شاءت إرادة الله تفرقنا .. فحياتي كأس ملؤه ذكراك
واسألي الزمان إن أجاب صادقاً .. فأنا الحبيب مغرماً بهواك
أنهلتني من فيض حبك قطرات رشفتها من شذي حناياك
فلا تظنينني عابثاً يوم التقت عينانا وشفتاي وشفتاك
تلكم كوامن النفس قد فاضت .. حباً في لقياك
فانسابت يدايا في نشوة .. تعزف على أوتار وجنتاك
وارتعدت فرائص حسي ممزوجة .. بتهدجات ثناياك
فلا تتهمينني ظلماً بأني .. في يوم قد أنساك
وإن نسيت فكيف أنسى .. ولم يزل قلبي أسير هواك
الهـجـو
كنت أظنك .. مثل سائر نساء العالمين
تحملين في القلب نبضاً يفرق بين الهجر والحنين
فما رأيتك غير جسد بلا روح .. وبالجمود تركنين
تساوت الأمور عندك .. فما عدت لها تفرقين
ما أنت التي كنت تواقاً إليها .. وما أنت التي في بحور حبي تسبحين
أراجع نفسي فكم فاضت بينابيع حنان .. كم كنت منها تنهلين
ما عرفت أني قد غرقت في أضغاث الهوى .. وظننتك بنجوى الحب كنت تهيمين
اليوم أنهيت القصة فما عادت لها فصولاً منها تسردين
اليوم أسدلت الستار فما عاد لك دوراً فيه تمثلين
اليوم أطرح شباكي أرضاً .. خاوية العروش بلا صيد ثمين
لا تبحثين عني
لا تبحثين عني في النجوع ولا في الدروب
فما زلت هائماً في البوادي والصحاري دؤوب
لا أعرف من الزمان .. إن كان شروقاً أم غروب
ضللت الطريق إليك .. فلا تتهمينني بالهروب
وكيف أهرب وحبي إليك .. بنياناً صلداً لا يذوب
أنا وحدي هناك حبيساً .. في البر البعيد
أجتث من الأحزان وحدي .. غير سعيد
أعبر جسور الحياة .. أشقو وسط الجليد
فأنا لم أزل وحيداً .. من عش الحياة طريد
أهيم على وجهي حائراً حاملاً أقداري شريد
شارباً من كأس الهوى .. طالباً منه المزيد
وما تجدي الحياة مادمت من عش حبك طريد
أنا وحدي هناك .. في البر البعيد