عائشة بنت عثمان بن عفان رضى الله عنهما
==============================
[/تزوج سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه أكثر من زوجة على مدار حياته، وعلى رأس الزوجات تأتي بنتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الأولى رقية وبعد وفاتها يوم غزوة بدر الكبرى تزوج بأختها أم كلثوم ولذلك سمي بذي النورين..
وقد ماتت أم كلثوم أيضا في حياة أبيها.. وتزوج عثمان بأخريات من نساء المسلمين.. ولم ينجب من أم كلثوم وأنجب من زوجاته الأخريات.
وكان رضي الله عنه يشبه أبا الأنبياء في الخلقة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم”.
وسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه من العشرة الذين بشرهم النبي بالجنة وهو من الذين جهزوا جيش العسرة في غزوة تبوك بثلاثمائة بعير بما عليها من متاع وزاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما على عثمان ما عمل بعد هذه شيء”. وهو الذي حفر بئر رومة للمسلمين.
حين أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان من المسلمين تحت الشجرة كان سيدنا عثمان قد أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن عثمان بن عفان في حاجة الله وحاجة رسوله” فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من أيديهم لأنفسهم.
تولى الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمكث فيها اثني عشر عاما، انتهت بمقتله بالمدينة في أحداث الفتنة.
وفي عهده فتحت حصون كثيرة من بلاد الروم، وكانت أول غزوة للمسلمين عن طريق البحر حيث غزا معاوية بن أبي سفيان جزيرة قبرص سنة 27 هجرية وفتحت إفريقيا شمالا حتى الأندلس عام 27هجرية ووسع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبناه بالحجارة المنقوشة وجعل أعمدته من الحجارة وسقفه بالساج وجعل طوله ستين ومائة ذراع وعرضه خمسين ومائة ذراع.
وفتحت بلاد خراسان ونيسابور وغيرها في عهده وكان مقتله أول الفتنة عام 35هجرية رضي الله عنه .
أما أم عائشة بنت عثمان فهي رملة بنت شيبة واحدة من الصحابيات، أبوها شيبة بن ربيعة بن عبد شمس أحد الذين حاربوا الإسلام مع أخيه عتبة بن ربيعة، وقتلا يوم بدر على الكفر.
ورغم أن أباها وعمها من صناديد قريش وأكثرهم عداوة للإسلام ونبي الاسلام صلى الله عليه وسلم إلا أن ذلك لم يمنع رملة رضي الله عنها من الإسلام، فدخلت في الإسلام رغم اعتراض ابنة عمها هند بنت عتبة التي كانت تعيرها بقتل أبيها شيبة بن ربيعة يوم بدر على أيدي المسلمين.
وهاجرت رملة إلى المدينة وتزوجت سيدنا عثمان بن عفان هناك بالمدينة المنورة، وأنجبت له ابنته عائشة وأم أبان وأم عمرو.
ولدت عائشة بنت عثمان بن عفان رضي الله عنهما بالمدينة في أواخر عصر النبي صلى الله عليه وسلم ونشأت في رعاية أبوين كريمين.
وتروي كتب السيرة أن عائشة بنت عثمان كانت ذات جمال وخلق كريم، وقد خطبها أبان بن سعيد بن العاص، ورفضته .
وتزوجت عائشة بنت عثمان من الحارث بن الحكم، وأنجبت له ولدين هما أبوبكر وعثمان، ثم تزوجت بعده من عبدالله بن الزبير بن العوام.
وحين قتل أبوها عثمان بن عفان رضي الله عنه بكت كثيرا وظلت على حالها حتى عام الجماعة حين تولى معاوية خلافة المسلمين عام 41 هجرية وقدم المدينة المنورة وتوجه إلى دار عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعه رجال من قريش فلما دنا من الدار ندبت عائشة أباها وبكت وقالت: واأبتاه واعثماناه.
فقال معاوية لمن معه: انصرفوا إلى منازلكم يرحمكم الله، فإن لي حاجة في هذه الدار.
ودخل معاوية مسكن عائشة بنت عثمان ثم أمرها أن تكف عن البكاء وعن مناداة أبيها وقال لها:
يابنت أخي إن الناس أعطونا طاعة وأعطيناهم أمانا، وأظهرنا لهم حلما تحته غضب، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد، ومع كل إنسان سيفه، وهو يرى مكان وموضع أصحابه وأنصاره، فإن نكثنا بهم نكثوا بنا، ولا ندري أعلينا تكون أم لنا، ولأن تكوني أبنة عم أمير المؤمنين، خير من أن تكوني امرأة من عرض المسلمين، ونعم الخلف أنا لك بعد أبيك.
وهكذا أخمد معاوية رضي الله عنه نار الفتنة بين المسلمين، وكذلك النار التي اشتعلت في قلب عائشة بنت
عثمان على مقتل أبيها والطلب بثأره وهذا جزء يسير من سيرتها وسيرة أبيها وأمها رضي الله عنهم أجمعين.