السلام عليكم ورحمة الله
أولا : خصائص الملائكة .
نزع الله تعالى من الملائكة غوائل الشر ، فهم لا يعصون الله ما
أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، وقال الله تعالى " بل عباد
مكرمون " فنعتهم ربهم جل وعلا بأنهم عباد مكرمون ، لا
يأكلون لا يشربون لا يتناكحون ، ولذلك لما جاؤوا إلى إبراهيم
عليه السلام وقدم لهم الأكل لم يأكلوا " فلما رأى أيديهم
لا تصل إليه أوجس منهم خيفة "...
ثانيا : وظائفهم .
جعل الله تعالى لهم وظائف ومهام ، قال الله تعالى عنهم " وما منا إلا وله
مقام معلوم " أي مهمة لا يتأخر عنه ولا يتقدم ، كل ذلك يجري بقدر من الله
تعالى ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
ثالثا : عددهم .
هؤلاء الملائكة جم غفير لا يعلم عددهم إلا الله ، قال الله تعالى " ما
يعلم جنود ربك إلا هو " وقد طُبع في أذهان الناس وفطرهم أن هؤلاء
الملائكة حسان الخلق ، وأنهم ذوو قدرة عظيمة وهيئة حسنة .
رابعا : مكانهم .
مواطنهم السماء ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم " أطت السماء وحق لها أن
تئط ، ما من موضع أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى "
فهؤلاء هم ملائكة الرحمن صلوات الله عليهم وعلى أنبيائه ورسله أجمعين ..
خامسا : من جبريل وميكال في هذا العالم ..؟.
ظاهر القرآن والسنة يدل على أن جبريل وميكال أحد رؤساء الملائكة الأربعة ،
فالعلماء يقولون : دل القرآن والسنة على أن رؤساء الملائكة أربعة : جبريل
وإسرافيل وملك الموت وميكال ، أما إسرافيل فقد أوكل الله إليه النفخ في الصور
، قال الله " فنفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله
" وأوكل الله تعالى إليه أن يتقدم إسرافيلُ بعد النفخةِ الثانية الخلق
أجمعين وهم يُحشرون إلى أرض المحشر ، يقول الله تعالى في سورة طه " يومئذ
[ أي في المحشر ] يتبعون الداعي لا عوج له " فالداعي هو إسرافيل والخلقُ
يتبعونه ولا يحيدون عنه لا ميمنة ولا ميسرة ، وقد وصف الله تعالى الناس بوصف
بليغ عند خروجهم من قبورهم فقال في سورة القارعة " يوم يكون الناس
كالفراش المبثوث " والفراش من وصفه أنه يموج بعضه في بعض يتخبط ، في حين
أن الجراد يمشي على هيئة واحدة ليس كالفراش كما قال الله في سورة القمر "
كأنهم جراد منتشر " وذلك كأن الناس بعد بعثهم مباشرة يكونون كالفراش لا
يدرون أين يذهبون ، ثم عندما يسمعون نداء إسرافيل يجتمعون كالجراد المنتشر
يسيرون خلفه يتبعونه إلى أرض المحشر وهي أرض بيضاء نقية لم يُعص الله تعالى
عليها قط .